” إن كان فيك فقير أحد من إخوتك فى أحد أبوابك فى أرضك التى يعطيك الرب إلهك لا تقسى قلبك ولا تقبض يدك عن أخيك الفقير ” (تث 7:15 )
ذهبت إلى سفر راعوث وإذا بى أنجذب إلى حديث أولئك النساءالثلاث (راعوث 8:1 ) وإذ شدنى هذا الحوار وقفت لأتابع كيف سينتهى . سمعت نعمى تقول لكنتيها ” إرجعا ” (عدد 11) ، قلت فى ذهنى هذا الكلام معقول فهى إمرأة عجوز وليس لديها أولاد آخرين لتعطيهما أزواجا ولا تملك شىء فى هذا البلد الغريب . وإذا بنعمى تقول تماما ما فكرت فيه . هذا هو المنطق والعقل. بالطبع ليس هناك داع ولا مبرر ان يذهبا معها وهما ليستا إسرائيليات ولا يعرفا عادات وتقاليد هذا الشعب ونعمى ليست إمرأة ثرية كى ينجذب رجال إسرائيل لكنتيها ويأخذاهما زوجات لهم . وإذ أتابع الحديث الجارى بينهن رأيت عرفة تقبل حماتها وترجع إلى بيت أهلها فقلت فى نفسى قد فعلت الصواب وتصرفت بالعقل والمنطق . لكن ما لفت إنتباهى أن راعوث لم تفعل مثلما فعلت عرفة بل ألحت على حماتها أن تبق معها . وجدت نفسى أمام هذا المشهد لا أستطيع أن أقف صامتا وأنا أرى راعوث تتصرف بغير عقل ، كيف تذهب مع إمرأة عجوز فقيرة غير قادرة على أن تعول نفسها ؟ همست فى إذن راعوث وقلت فكرى قليلا فيما تنوي أن تفعلى، هذه المرأة العجوز فقيرة وهى عالة على أى إنسان ولا يستطيع أحد أن يتكفل بمصاريفها. فالتفتت إلى راعوث وسألتني: ألا تؤمن بإله إسرائيل ؟ قلت وبكل ثقة طبعا أؤمن بإله أسرائيل. قالت لي ألم يقل لك إن رأيت أخوك محتاج لا تقسى قلبك ؟ قلت نعم قال هذا ولكن هذه الوصية صعبة مثل وصايا أخرى صعب أن ننفذها قالت: ليست هذه الوصية صعبة ولا أى وصية صعبة ولكن قلبك هو قاسى وصعب، ثم قالت: لا تعوقنى على أن أذهب معها وتركتنى لتتابع حديثها مع حماتها وإلحاحها عليها.
نكست رأسى ومضيت وأنا آسف على نفسى وعلى قلبى القاسى وتنهدت وصليت أن يعطينى الله قلبا مترفقا حانيا يبصر احتياجات أخى ولا أمتنع عنه
” ولا أقسى قلبى فيما بعد “