” إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل عن الصليب فنؤمن به “
( مت 42 : 27 )
وجدت نفسى أخترق الزحام لأرى عن قرب يسوع المصلوب وحاولت جاهدا ولكن كل واحد يريد أن يكون قريبا من المشهد كما أريد أنا . فوصلت إلى مكان ليس بقريب جدا ولكن أستطيع منه أن أرى جيدا . حاولت أن أميز من من الثلاثة هو يسوع فكلهم فى غاية الإعياء وعلامات السياط على جسدهم واضحة والدماء ملطخة أجسامهم ، لولا أن الكتاب قال أنه صلب فى الوسط لما كنت عرفته ( لو 33:23 )
صياح الناس من حولى دوى عاليا فمنهم من كان يسب ويلعن ومنهم من كان ينظر باحتقار ويبصق على الأرض مشمئزا من المصلوبين ( أش 3،2:53 )، وإذا بإمرأة وزوجها وأولادها واقفين بجانبى: وما كفت هذه المرأة عن السباب والتأكيد على أن يسوع مجرم مثل الاثنين المصلوبين معه. ألتفت إليها وقلت ” ألست أنت المرأة التى شفى يسوع ابنتها العام الماضى ؟” قالت نعم أنا هى ولكن كيف تعرفنى ؟ قلت ” كنت هناك فى ذلك الحين ” وأكملت قائلا ” ولكنى أراكى الآن تسبين وتلعنين وتؤكدى أن من شفى ابنتك مجرم” فقالت لى ” أأنت غريب عن أورشليم ؟ ألم تدرى أن رؤساء الكهنة ومجمع السنهدريم قال أنه مذنب ويستحق هذا ؟ وفوق كل ذلك فرئيس الكهنة يتحداه الآن قائلا “………. انزل عن الصليب” ثم تابعت قائلة ” ولكنك كما ترى أنه فى كامل الوهن والضعف ولا حتى يستطيع أن يثبت لرؤساء الكهنة أو لنا جميعا أنه قادرعلى أن ينزل عن الصليب “
لم أجبها بكلمة ولكنى نظرت إلى يسوع المصلوب وقلت ” ربى إنى لمتأكد أن الذى آلمك ليس السياط ولا الصليب ولا المسامير مثلما آلمك صياح هؤلاء الذين كنت تجول بينهم تصنع خيرا وتشفى مرضاهم وتخرج الشياطين وتقيم موتاهم وتكلمهم عن ملكوت الله ، وهم الآن ينعتوك بأنك مجرم وتستحق ما عوقبت به ويصيحون مع رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين ويقولون :
” إنزل عن الصليب “